العمارة الدينية والمدنية
كانت المعابد أماكن مشتركة للالهة والكهنة معاً كانت الطوابق الأرضية وكان الكهنة بمثابة خدام للالهة يؤدون لهم الطقوس والشعار ويوفرون لهم ولتماثيلهم جميع المتطلبات التي كانو يحتاجون إليها (الماجدي 1998 : 36)، تم في اور انجاز العديد من البرامج الطموحة من قبل ملوكها في اعمال البناء تركت اثارها في المدن على شكل معابد وزقورات وقصور، قام وولي في الفترة الواقعة ما بين عامين 1922- 1934 في التنقيب في الموقع تل المقير بشكل شامل. جاء مخطط مدينة أور بيضوي الشكل يصل بعدها إلى حوالي نصف ميل وكانت المدينة محاطة من الجهتين الشمالية والغربية بنهر الفرات، وكانت محاطة بأسوار سماكتها 27 متراً هدمت في عام 2006 قبل الميلاد أثناء مهاجمة جيش العلاميين للمدينة، وبنى نبوخذ نصر سور داخلي للمجمع الديني في عام 1500 قبل الميلاد (لويد 1993 : 136).
الابنية في اور
نشر وولي مخططا كاملا لمدينة اور كما وجدها تحتوي على تفاصيل التحصينات التي استطاع استعادة اجزاء منها. وتتمثل هنا بالطبع اسوار المدنيه عندما اعاد بناءها ملوك الدولة البابلية الحديثة في القرن السادس قبل الميلاد. وليس هناك اي سبب يدعونا إلى الافتراض بان حدودها الخارجية لا تختلف كتيرا عن الحدود التي بنيت في عصر الملك اورنمو قبل 15 قرنا من الزمن. تتخذ المدينة التي تحيط بها هذه الاسوار شكلا شبه بيضوي ويبلغ أقصى طول لها (1200) متر. وفي عصر الملك اورنمو احيطت المدينة بسور واستحكامات وولي على النحو التالي :
" لقد بنى المتراس من القرميد الطيني، وكان السطح الخارجي له منحدرا بشكل مائل جدا. وكان القسم السفلي من البناء يشكل ساترا على جانب الهضبة التي شكلتها المدينة القديمة. بينما يمتد القسم العلوي منه نحو الداخل فوق الاثارليشكل مصطبة صلبة البنية وفي الأعلى من كل ذلك هناك جدار مبني بشكل مناسب من القرميد المشوي ويزيد من قوة هذه التحصينات في الواقع مرور مياه نهر الفرات في اسفل المتراس. بينما حفرت قناة واسعة على بعد خمسين ياردة من السور من الجهة الشرقية مما جعل الماء يغطي الطرف الشمالي من المدنية. لذلك فقد كانت اور محاطة بالماء من جهاتها الثلاثة وكان الاقتراب منها على ارض اليابسة ممكن من الجهة الجنوبية فقط "
ويضيف وولي " لم يبقى من سور مدينة أور أي أثر، ويمكن ان نصادف نماذج من احجار ضخمة من القرميد المسكوب في قوالب طبع عليها اسم اللملك ولقبه، وقد استعملت هذه الاحجار ثانية في بناء احداث ولكن ليس بين الاحجار القرميدية واحدة في مكانها، ولان دفاعات اور كانت على قدر كبير من القوة فقد تم تفكيكها بعناية بعد أن سقطت اور بيد العدو "
الزقورة
هيمنت الزقورة أو برج المعبد المدرج على السهل المحيط بأور، كان ارتفاعها الاصلي سبعين قدماً، تعد زقورة أور التي قام ببناها الملك اورنمو 2100 قبل الميلاد من أشهر الزقورات في بلاد الرافدين، جاءت الزقورة مخصصة لعبادة الاله القمر (نانا) فقد كانت من أكثر الزقورات شهرة والاكثر مقاومة وصموداً امام الزمن واثارها ما زالت شامخة إلى يومنا هذا.
يصف ماكس مالون بان زقورة اور لا يجد ما يقارن بها في بلاد الرافدين كلها، بسبب اللون الاحمر القاني والتكوين البناء الذي استخدم فيه الاجر وبسسسب الترتيب المستنبط ببراعة المينى كله ىسلالمه الثلاثه المؤلفة كل منها من مئة درجة. كانت الزقورة ابان التنقيب فيها اثر رائع بشكلها المهيب الضخمة والانحناء اللطيف لواجهتها، ختمت كل اجرة من الاجر المشوي الذي شيد فيه هذا الصرح الفخم ياسم اورنمو مؤسس سلالة اور الثالثه، الذي عمر اور وجعلها عاصمة بلاد سومر، وبذلك حوًل المدينة القديمة المبنية من الاجر الطيني إلى مدينة مبنية بالاجر المشوي، وكان البرج الذي يتكون من ثلاثة طبقات متوجاً بالقمة بمعبد صغير كان يشهد اقامة مراسيم غامضة. (مالون 1987 : 54)
كان السور المحصن الثاني يحيط بالمجمع الديني في الجزء الشمالي الغربي من المدينة. وفي اعادة التصور الذي وضعه وولي لهذه المنطقة يلاحظ توسيع المجمع في عصر نبوخذ نصر حيث اخترق السور الجديد المبنى الضخم لقبور السلالة الثالثة التي كانت خارج المجمع الديني مباشرة قرب القبور الملكية القديمة. أما الابنية الموجود في داخل السور فقد كان ابرزها الزيقورة التي بناها الملك اورنمو وأكمل بناءها ابنه شولجي (لويد 1993 : 210- 12) وهي عبارة عن برج مدرج يصعد أليها بدرج ثلاثي (مالون2001 :95)، ان هذا الاثر الهام والذي حافظ على ببنيته أكثر من أي اثر اخر من نفس النوع من بلاد الرافدين، كد قام المكتشف الاثري وولي بدراسته وتسجيله وأعادة تشكيل حيثأشار انه بناء جزئي متين مبني على ثلاث مراحل، فنواته مصنوعة من اللبن الطيني المرتب حول وفوق أثار برج قديم. وهو مكسو بواجهة من القرميد المشوي المثبته بالقار وتبلغ سماكتها 2.4 متراً، إما المرحلة الادنى فهي الباقية بحالة جيدة فتبلغ ابعادها عند القاعدة 61 × 45.7 متر، ويبلغ ارتفاعها حوالي 15 متر. [[ملفتصغير|زقورة اور]] زيقورة اورنمو في اور من عصر السلالة الثالثة اعاد استبنائه وتشكيله بطريقة مناسبة بأستثناء شكل المعبد الأعلى في الأعلى فهو افتراضي. الابعاد [61 × 45.7 متر. ويتألف المدخل الذي يؤدي إلى قمة البناء بدرج ثلاثي المراحل مع حصن غير مرتفع له ابراج في زوايه. ولقد احوت نقطة التقاء الزوايا عند مستوى المصطبة الأولى وبقايا الاعمدة القرميدية الاربعة بأفتراض وجود سقف على شكل القبة. ولقد امكن التحقق من ارتفاع وابعاد المرحلتين العلويتين من البناء الللتين تعرضتا للكثير من الحت والتعرية. لخص ويلي اهمية الزقورة وبنيتها وقد أولى لها الكثير من الدراسة والشرح وتعود أهميتها متمثلة بثلاثة خصائص هي :
1. تتألف مادة البرج من القرميد المجفف بأشعة الشمس والمدعم بعدة طبقات سميكة من القصب المنسوج.
2. في نواة البناء فقد تمت تقوية القرميد وازالة لونه بواسطة النار وهي ظاهرة عزاها إلى تشبع البنية بالرطوبة والى حدوث احتراق داخلي في المادة النباتية التالفة، وعلى العكس من ذلك فقد ذهل من العدد الكبير من الفجوات التي تخترق الكسوة الخارجية من المراحل الدنيا للبناء وتساءل ما أذا كان الرصيف العلوي قد غرس بأشجار كانت تحتاج للري وذلك لانه عثر على جذوع أشجار متفحمة قرب قاعدة البرج.
3. اكتشف وولي وجود انحراف نحو الخارج في خط الواجهات الرئيسية على مستوى الرصيف، شكك البعض بهذه التفسيرات عند تذكرهم الثقل الكبير للبرج ومرونة القرميد الطيني. الفنون
تعتبر الفنون جزءاً من الواقع الاجتماعي الذي يعكسه المجتمع من خلال الميثولوجيا والافكار الدينية التي تنشأ في المجتمع لتفسير ظواهر طبيعية وظروف بيئية ودينة واجتماعية. تنوعت المواضيع الفنية التي عثر عليها في اور في المقابر الملكية وفي المعابد وفي القصور.
تماثيل الاسس
يعود أول هذه التماثيل وأقدمها إلى عصر فجر السلالات الثاني 2600 – 2500 قبل الميلاد وتعد بلاد سومر موطنها الاصلي الأول، وقد بينت التنقيبات التي جرت في العراق ان تماثيل الاسس السومرية الأولى قد وضعت في اسس المعابد وذلك تحت الزوايا الاربعة للمعبد وتحت المداخل ودكة المحراب. والجدير بالذكر ان ايداع التماثيل لم يقتصر على المعابد فقط بل نرى ذلك يتعدى إلى القصور الملكية في عهد ملك اورشولجي (2030 – 1980) قبل الميلاد. صنعت هذه التماثيل من البرونز في الدرجة الأولى، وصنعت بعض التماثيل من الخشب أو الحجر أو الفخار. ان تماثيل الاسس قد بلغت القمة من حيث التنوع ودقة النحت في العصر السومري الحديث كما أزدادت المنطقة استعمالها واتسعت اتساعاً كبيراً، لقد ظهر نوع جديد من تماثيل الاسس في عصر اور السلالة الثالثة (2100- 1950) قبل الميلاد هو تمثال الملك الذي يحمل فوق رأسه سلة أو طاسة مواد البناء ويقف فوق قاعدة تنتهي بشكل مسمار قصير وقد نحت جسم التمثال نحتا مدورا كاملا. وكان ظهور هذا النوع من تماثيل الاسس لاول مرة في مدينة لكش. ومن العصرالسومري الحديث جاءتنا كمية من تماثيل الاسس التي تمثل الاله الراكع الذي يمسك بالمسمار أو الوتد المكتوب بالكتابة المسمارية. وفي عهد اورنمو مؤسس سلالة اور الثالثة (حوالي 2050 ق.م) ظهر نوع اخر للملك الذي يحمل سلة مواد البناء وفيه يكون تمثال الملك منحوتا بصورة كاملة مع القدمين ويرتدي لباسا طويلا لغاية الكعب وهو يقف على قاعدة مستديرة. وفي عهد الملك اورنمو ظهرت تماثيل الاسس المصنوعة من الخشب إضافة إلى التماثيل المصنوعة من البرونز. واستمر في العصر السومري الحديث النوع المعروف ب (الحيوان – المسمار) الذي استعمل في العصر فجر السلالات الثالث ولكن بشكل ثور جالس فوق مسمار. كما واستمر استعمال النوع المعروف ب (الإنسان – المسمار) الذي ظهر لاول مرة في عصر فجر السلالات الثاني (2600 ق. م)، وفيما يخص لوح الاساس فانه لم يطرأ عليه تغيير إذا ظل شكله المعروف باسم (المستوى المحدب) والذي ظهر في عصر فجر السلالات الثالث (2500- 2350 ق.م) مستعملاً في العصر السومري الحديث كما وظل النص الكتابي الذي يحمله مقيدا بديباجة خاصة. وكان صندوق تماثيل الاسس يشيد بالاجر والاسفلت ويطلى بالاسفلت وارضيته من الحجر أو طبقة من القير ويغطى بالحصير والاجر. وفي العصر السومري الحديث استعملت تماثيل الاسس لاول مرة عند بناء القصر الملكي إضافة إلى المعبد.
1. تمثال اساس للملك السومري اورنمو يعود إلى حوالي 2050 ق. م، يحمل التمثال فوق رأسه سلة مواد البناء. يرتدي مئزراً طويلاً ذا نطاق، يقف على قاعدة مدورة. يحمل التمثال كتابة مسمارية تذكر اسم الملك واسم الهة والمعبد. صنع من مادة البرونز عثر عليه في مدينة نفر. (رشيد 1980 : 35)
2. تمثال أساس يمثل ألهاً راكعاً وهو يمسك بالوتد من قسمه العلوي ويرتدي الاله مئزراً قصيراً ويضع فوق رأسه التاج المقرن وهو رمز الالهة في عراق القديم، من العصر السومري الحديث 2100 ق.م صنع من مادة البرونز يبلغ صوله 22,5 سم. (الرشيد 1980 : 27)
3. الملك اورنمو يصب الماء البارد امام الاله ننار. من المشاهد الفنية والطقوس السائدة هي تقديم الماء البارد إلى الالهة التي استمر كذلك في سلالة اور الثالثة أفضل مثال مشهد مصور على أعلى المسلة التي اقامها الملك اورنمو، يبين المشهد ان الملك اورنمو كان يقدم الماء عند زيارته لمعبد الاله ننار الاله الرئيس لمدينة اور وللالهة ننكال زوجة الاله ننار، اما بالنسبة إلى تقديم الماء المثلج الذي كان يصبه اورنمو فلا دلالة على انه مثلج سوى الكتابات، واستخدام الماء المثلج بسب ندرته في القسم الجنوبي من العراق الذي لا يستطيع توفيره سوى الملوك الامر الذي يعطي منه اهمية لتقديمه قرباناً للالهة. يتبين أيضاً من المشهد ان ثوب الاله يختلف عن ثوب الملك. (رشيد 1990 : 55).