في هذا اليوم ( 25 ذي الحجه ) نزول سورة ( هل أتى ) في أهل البيت عليهم السلام ,
وسبب نزولها : ما روي أن الحسن والحسين ( عليه السلام ) مرضا , فقل لإمير
المؤمنين ( عليه السلام ) , لو نذرت في ابنيك نذراً إن الله عافاهما , فقال أصوم ثلاثه أيام شكراً ,
وكذلك قالت فاطمة ( عليها السلام ) وقال الحسن والحسين ( عليهم السلام)
وأيضاً جاريتهم فضة , فألبسهما الله عافيته , فأصبحوا صياماً وليس لديهم طعام ,
فانطلق علي عليه السلام إلى جار له من اليهود . . . فقال له : هل لك ان تعطيني جزة
من الصوف تغزلها ابنه محمد بثلاثه أصوع من الشعير؟ فقال نعم ,فأعطاه فجاء بالصوف
والشعير . .فأخذت فاطمه صاعاً من الشعير فطحنته وعجنته وخبزت من خمسه
اقراص , لكل واحد قرص . . . فوضع الخوان وجلسوا خمستهم , فاذا مسكين وقف بالباب ,
فقال : السلام عليكم يا أهل بيت محمد , أطعموني مما تأكلون , فعمدوا الى الخوان
فدفعوه الى المسكين وباتوا جياعاً صياماً لو يذوقوا إلا الماء القراخ , وهكذا في اليوم الثاني
أتاهم يتيم ففعلوا كما بالأمس , وأتاهم أسير في اليوم الثالث ,ففعلوا كما في اليومين
الماضيين . .
وأقبل أمير المؤمنين علي عليه السلام , بالحسن والحسين عليهما السلام نحو الرسول
صلى الله عليه واله وسلم وهما يرتعشان من شده الجوع , فلما بصر بهم النبي (ص)
قال : يا أبى الحسن شد ما يسوؤني ما أرى بكم ؟ انطلق الى ابنتي فاطمه, فانطلقوا
اليها وهي في محرابها قد لصق بطنها بظهرها من شده الجوع وغارت عيناها , فلما
رأها رسول الله ( ص) ضمها اليه وقال : واغوثاه , بالله ؟ أنتم منذ ثلاثة فيما أرى ؟
فهبط جبرائيل فقال : يا محمد خذا ما هيأ الله فس أهل بيتك , قال : وما آخذ يا جبرائيل؟
قال : { هَلْ أَتى عَلَى الإِنسانِ . . .} حتى بلغ { أنَّ هذا كانَ لَكُمْ جَزاءً وَكانَ
سَعْيُكُمْ مَشْكُوراً } الإنسان : 1 - 22 .
* المصدر: كتاب تقويم الشيعه .