خزانة الأسرار – الشيخ حسين الاكرف
====
قال سليمٌ: قلتُ يا سلمانُ .. هل دخلوا ولم يكُ استئذانُ؟!
====
فقال إي وعزةِ الجبار ِ .. وما على الزهراء من خِمار ِ
لكنها لاذت وراءَ البابِ .. رعاية ً للستر والحجاب ِ
فمذ رأوها عصروها عصرا .. كادت بنفسي أن تموت حسرة
نادت أيا فضة ُ أسنديني .. فقد وربي أسقطوا جنيني!
فأسقطت بنتُ الهدى وا حزنا .. جنينها ذاك المسمى مُحسنا
====
أتضرمُ النار ببابِ دارها .. وآية ُ النور ِ على منارها؟!
وبابُها بابُ نبي الرحمة .. وبابُ أبوابِ نجاةِ الأمة!
بل بابها باب العلي الأعلى .. فثمّ وجهُ اللهِ قد تجلى
ما اكتسبوا بالنار ِ غيرَ العار ِ .. ومن ورائه عذابُ النار ِ
ما أجهلَ القومَ فإنّ النارَ لا .. تطفئُ نورَ الله جل وعلا!
====
فاحمرّت العينُ، وعينُ المعرفة .. تذرف بالدمع ِ على تلك الصفة
ولا يزيلُ حمرة َ العين ِ سوى .. بيضُ السيوفِ يومَ يُنشرُ اللوا
وللسياط رنة ٌ صداها .. في مسمع الدهر ِ، فما أشجاها!
والأثر الباقي كمثل الدملج ِ .. في عضدِ الزهراء أقوى الحجج ِ
ومن سوادِ متنها اسودّ الفضا .. يا ساعدَ الله الإمامَ المرتضى!
====
ووكزُ نعل ِ السيفِ في جنبيها .. أتى بكل ما أتى عليها
ولستُ أدري خبرَ المسمار ِ .. سل صدرها خزانة الأسرار ِ
وفي جبين ِ المجدِ ما يُدمي الحشا .. وهل لهم إخفاءُ أمر ٍ قد فشى
والبابُ والجدارُ والدماءُ .. شهودُ صدق ٍ ما بهِ خفاءُ
لقد جنى الجاني على جنينها .. فاندكت الجبالُ من حنينها!
====
أهكذا يصنع بابنة النبي .. حرصاً على الملكِ، فيا للعجبِ
أتمنع المكروبة المقروحة .. عن البكا خوفاً من الفضيحة!
تاللهِ ينبغي لها تبكي دما .. ما دامت الأرضُ ودارت السما
لفقد عزها أبيها السامي .. ولاهتضامها وذل الحامي
لكن كسرَ الضلع ِ ليس ينجبر .. إلا بصمصام ِ عزيز ٍ مقتدر!