[img]
[/img]
في الخمسينات بالضبط في سنة 1951م. وفي قرية قلالي الواقعة في شمال جزيرة المحرق بالبحرين ، تدور أحداث هذه الواقعة.
فقبل بزوغ شمس ذلك اليوم توجه البحارة إلى مصائدهم ( الحظائر البحرية) كعادتهم كل يوم للبحث عن قوتهم وقوت عيالهم ومن جملة أسماء هؤلاء البحارة / علي بن حسين المناعي، احمد بن عيسى الجودر، عبدالله بن عيسى الجودر، محمد بن جاسم المناعي، شاهين بن فرج المناعي، محمد بن عبدالله المناعي وغيرهم.(اعتقد الحين كلهم في ذمة الله ..... لكن هناك واحد منهم للحين حي )
سمع البحارة صوتا غريبا، فتوقفوا لمعرفة مصدر ذلك الصوت، وقد خيل لهم في بادئ الأمر انها قد تكون عملية تهريب أجانب للدخول إلى البحرين بصورة غير مشروعة.
وعند الاقتراب اكثر من مصدر الصوت فوجئوا بمشاهدة حوت كبير. وما ذلك الصوت الغريب إلا صوت اندفاع الهواء مع الماء من فوهة التنفس الموجودة فوق رأسه. وقد ضل طريقه حيث وصل إلى هذه المياه الضحلة. ويبلغ طول هذا الحوت حوالي 25 قدما حسب تقديرات البحارة، وهو من نوع حوت العنبر.
فنادى البحارة بعضهم بعضا وتجمعوا حوله حيث قاموا بقطع جزء ذيله وربطوا به حبلا به مرساة لمنع الحوت من الإفلات أثناء المد. وعندما انبلج الصبح تجمع الناس لمشاهدته فقد كان حوتا غريبا بالنسبة لهم لضخامة جسمه وكانت الدهشة تلجم افواهم. وانتشر الخبر بين الناس فتوافدوا إلى تلك القرية الصغيرة (قلالي) من جميع قرى ومدن البحرين، وقد التقط الأجانب الصور الكثيرة لهذا الحوت الكبير، واصبح حديث الناس في كل مكان، أما وجود الحوت في تلك القرية فقد كان مصدر فرح وسعادة بالنسبة للأطفال حيث كانوا يركبون فوق ظهره وينزلون ومنهم من يضع علبة حديد فارغة فوق فوهة التنفس العلوية ومع خروج الهواء مع الماء ترتفع هذه العلبة مما أوجد لدى الأطفال لعبة جديدة ومسلية. وقد استفاد بعض البحارة من سكان القرية استفادة مادية، ففي أثناء المد يتعذر مشاهدة الحوت عن قرب، فيقوم هؤلاء البحارة بنقل الناس القادمين من شتى أنحاء البحرين في قواربهم الصغيرة، نظير مبلغ من المال يعادل (25 فلسا).
وقد ظن الناس أن هذه الحوت هو أنثى حوت العنبر فقاموا بفتح بطن الحوت فلم يجدوا شيئا. فقد كان الحوت ذكرا. وبعد أيام تعفن الحوت مما اضطر أهل القرية لسحبه إلى المياه العميقة، وبقى ذيله على ساحل القرية سنوات حيث كان الأطفال يضعون أسفله فخاخهم لصيد الطيور.
وقد وصل جسم الحوت إلى سواحل دولة قطر، حيث استغل أهالي قرية (المفجر) لحم الحوت في عمل دهان السفن (الصل).
وقد قيل في هذه المناسبة قصيدة على لسان إحدى السيدات:
ذكر(اي ليس انثى ) عنبر( حوت العنبر) في قلالي
من كبره(اي كبير الحجم) ضيع أفكاري
كل ركب موتره(سيارته)
والصاحب في أيديه كيمره
عكس ريال ( اي رجل) ومره( امرأة)
كل لبس بشته
صارت قلالي كشته