حللت أهلاً .. ووطئت سهلاً ..
ياهلا بك بين أخوانك اخواتك ..
ان شاء الله تسمتع معــانا ..
وتفيد وتستفيد معانـا ..
وبانتظار مشاركاتـك وابداعاتـك ..
ســعداء بتـواجـدك معانا .. وحيـاك الله

ملاحظة عزيزي الزائر لاتنس بعد التسجيل الذهاب
الى اميلك الذي زودتنا به لتفعيل حسابك في المنتدى
حللت أهلاً .. ووطئت سهلاً ..
ياهلا بك بين أخوانك اخواتك ..
ان شاء الله تسمتع معــانا ..
وتفيد وتستفيد معانـا ..
وبانتظار مشاركاتـك وابداعاتـك ..
ســعداء بتـواجـدك معانا .. وحيـاك الله

ملاحظة عزيزي الزائر لاتنس بعد التسجيل الذهاب
الى اميلك الذي زودتنا به لتفعيل حسابك في المنتدى
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.



 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 فضل كربلاء و زيارة الحسين عليه السلام

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
عمارالجبوري
°• مؤسس المنتدى •°
°• مؤسس المنتدى •°
عمارالجبوري


تاريخ التسجيل : 18/11/2011
نقاط : 11646
السٌّمعَة : 42
دولـتـي : عراقي , هلا ياصاحب النخوه
الجنس : ذكر
اوسمة العضو : الادارة

فضل كربلاء و زيارة الحسين عليه السلام Empty
مُساهمةموضوع: فضل كربلاء و زيارة الحسين عليه السلام   فضل كربلاء و زيارة الحسين عليه السلام Emptyالإثنين 17 ديسمبر 2012, 3:03 pm

الباب الثّامن والثّمانون
(فَضل كربلاء وزيارة الحسين عليه السلام)
[للحسين(2) بن أحمدَ بن المغِيرَة فيه حديث رواه شيخه أبو القاسم ـ رحمه الله ـ مصنّف هذا الكتاب نقل عنه وهو عن زائدة ، عن مولانا عليِّ بن الحسين عليهما السلام ، ذهب على شَيخُنا ـ رحمه الله ـ أن يضمّنه كتابه هذا وهو ممّا يليق بهذا الباب ويشتمل أيضاً على مَعانٍ شتّى حَسَنٍ تامّ الألفاظ ، أحببتُ إدخاله وجعلته أوَّل الباب ، وجميع أحاديث هذا الباب وغيرها ممّا يَجري مجراها يستدلُّ بها على صِحّة قبر مولانا الحسين عليه السلام بكربلاء ، لأنَّ كثيراً مِنَ المخالفين يُنكرونَ أنَّ قبرَه
____________
1 ـ قال العلاّمة المجلسيّ ـ رحمه الله ـ : « يظهر من القرائن أنّ وَداع الشّهداء أيضاً من تتمّة رواية الثّماليّ ، والكلّ من تتممّة الرّواية الكبيرة الّتي اسلفنا ذكرها عن الثّمالي (ص 236 ح21).
2 ـ هذا الحديث ليس من أصل الكتاب ، وإنّما أدرجه فيه بعض تلامذة المؤلّف ـ قدّس سرّه ـ فما في البحار مِن نقله عن الكتاب من غير تنبيه على ما ذكر ليس في محلّه . (الأميني ـ ره ـ)

بكربلاء كما ينكرون أنّ قبرَ مولانا أمير المؤمنين عليه السلام بالغَريِّ بظهر نجف الكوفة وقد كنت استفدت هذا الحديث بمصر عن شيخي أبي القاسم عليِّ بن محمّد بن عُبْدوُس الكوفيِّ ـ رحمه الله ـ ممّا نقله عن مُزاحِم بن عبدِالوارث البّصريِّ بإسناده عن قُدامَةَ بن زائِدَة ، عن أبيه زائِدَة ، عن عليِّ بن الحسين عليهما السلام ، وقد ذاكرتُ شيخنا ابنَ قُولُوَيْه بهذا الحديث بعدَ فَراغِه مِن تصنيف هذا الكتاب ليدخله فيه فما قضى ذلك وعاجلتْه مَنيَّته ـ رضي الله عنه ـ وألْحقه بمواليه عليهم السلام .
وهذا الحديث داخلٌ فيما أجاز لي شيخي ـ رحمه الله ـ وقد جمعت بين الرِّوايتين بالألفاظ الزَّائِدة والنّقصان والتَّقديم والتّأخير فيها حتّى صحّ بجميعه عَمّن حدَّثني به أوَّلاً ثمَّ الآن ، وذلك أنّي ما قَرَءْتُه على شيخي ـ رحمه الله ـ ولا قرءه عَليَّ ، غير أنّي أرويه عَمّن حدَّثني به عنه ، وهو :
أبو عبدالله أحمدُ بن محمّد بن عيّاش(1) قال : حدَّثني أبو القاسم جعفر بن محمّد ابن قولُوَيه قال : حدَّثني أبو عيسى عبيدالله بن الفضل بن محمّد بن هِلال الطّائيُّ البَصريُّ قال : حدَّثني أبو عثمان سعيد بن محمّد قال : حدَّثنا محمّد بن سلاَم بن يَسار(2) الكوفيُّ قال : حدَّثني أحمدُ بن محمّد الواسطيُّ قال : حدَّثني عيسى بن أبي شَيبة القاضي قال : حدَّثني نوح بن دُرّاج قال : حدَّثني قُدامة بن زائِدة ، عن أبيه «قال : قال عليُّ بن الحسين عليهما السلام : بلغني يا زائِدَةُ أنّك تَزورُ قبرَ أبي عبدالله الحسين عليه السلام أحياناً؟ فقلت : إنَّ ذلك لَكَما بَلَغك ، فقال لي : فلما ذا تفعَلُ ذلك ولك مَكانٌ عند سُلطانك الَّذي لا يحتمل أحداً على محبّتنا وتفضيلنا وذِكرِ فضائِلنا والواجب على هذه الاُمّة مِن حَقِّنا؟ فقلت : واللهِ ما اُريد بذلك إلاّ اللهَ وَرسولَه ، ولا أحْفِلُ بسخط مَن سَخَط ، ولا يكبُرُ في صدري مكروه ينالني بسببه ، فقال : والله إنَّ ذلك لَكذلك ، فقلت : والله إنَّ ذلك لَكذلك ، يقولها ـ ثلاثاً ـ و
____________
1 ـ هو أحمد بن محمّد بن عبيدالله بن الحسن بن عيّاش الجوهري ، المتوفّى سنة 401 . قال النّجاشي ـ رحمه الله ـ : رأيت هذا الشّيخ وكان صديقاً لي ولوالديّ ، وسمعت منه شيئاً كثيراً ، ورأيت شيوخنا يضعّفونه فلم أرو عنه وتجنّبته.
2 ـ في بعض النّسخ : «سيّار» .

اقولها ـ ثلاثاً ـ فقال : أبشِر ثمَّ أبشِر ثمَّ أبشِر(1) فَلأخبرنَك بخبر كان عندي في النُّخَبِ(2) المخزونة ، فإنّه لمّا أصابنا بالطّفّ ما أصابنا وقُتِل أبي عليه السلام وقُتِل مَن كان معه مِن وُلده وإخوته وسائر أهلِه وحملت حُرْمه ونساؤه على الأقتاب يرادّ بنا الكوفة ، فجعلت أنظر إليهم صَرعى ولم يواروا فعظم ذلك في صدري واشتدَّ لما أرى منهم قلقي ، فكادت نفسي تخرج وتبيّنت ذلك منّي عَمّتي زَينب الكُبرى بنت عليٍّ عليهما السلام فقالت : ما لي أراك تجود بنفسك يا بقيّة جدِّي وأبي وإخوتي ؟!! فقلت : وكيف لا أجزع وأهْلَعُ وقد أرى سَيّدي وإخوتي وعُمُومتي وولد عَمّي وأهلي مُصرعين بدمائهم ، مرمّلينَ بالعرى ، مسلبين ، لا
____________
1 ـ قال العلاّمة الأميني ـ رحمه الله ـ : ذهب غير واحدٍ من الفقهاء والمحقّقين إلى جواز زيارة الحسين عليه السلام مع أيّ خوف وضرر ، لإطلاق النّصوص كما مرّت في الباب 45 ، ولعلّ التاريخ يملي علينا دروساً من عمل الأصحاب على عهد الأئمّة صلوات الله عليهم منضمّة بتقريرهم له ، يؤكّد ما اختاره المحقّقون ولقد حمل إلينا عن أولئك أنّهم ما صدّهم عن قصد مشهد الحسين عليه السلام ما كابدوه من المثلة والتّنكيل والعقوبة بحبس وضرب وقطع يد وهتك حرمة وقابلوها بجأش طامن ، ولبّ راجح ، وشوق متأكّد ، وهذا كتابنا ينطق عليك بالحقّ في حديث مرّ [في ص 135 تحت رقم 2] في زيارة ابن بكير وإتيانه لها من أرّجان (من بلاد فارس) خائفاً مشفقاً من السّلطان والسّعاة وأصحاب المسالح ، وهو من فقهاء الطّائفة كما في رجال الكشّي ، وفيما يأتي [في الباب 91 تحت رقم 7] من حديث زيارة مثل محمّد بن مسلم على خوف ووجل وهو أكبر ثقة في الطائفة ، عدّه الصّادق عليه السلام من أوتاد الأرض وأعلام الدّين ، وفي كلا الحديثين فضلاً عن تقرير الإمام عليه السلام لفعلهما بيان ثواب جميل لهما بذلك ونصّ على أنّ ما كان من هذا أشدّ فالثّواب على قدر الخوف ، ويدلّ على مختار المحقّقين حديث هشام بن سالم الثّقة الجليل المرويّ عن الصّادق عليه السلام المذكور بطوله [في ص 133 تحت رقم 2 من الكتاب] وفيه تفصيل بيان ثواب عظيم لمن يقتل دون الحسين عليه السلام ، وأجر جميل لا يستهان به لمن حبس في إتيانه ، وجزاء جزيل لمن ضرب بعد الحبس في قصد مشهده ، إذن فلا ندحة من تعميم الحكم على جميع ما ذكر وإن صعّد وصوّب فيه المهملجون.
2 ـ في بعض النّسخ بالحاء المهملة ، وفي بعضها : «في البحر» .

يُكفَّنون ولا يُوارون ، ولا يُعرج عليهم أحدٌ ، ولا يقرُبُهم بَشرٌ ، كأنّهم أهل بيتٍ مِن الدَّيْلَم والخَزَر؟!! فقالت : لا يُجْزِ عَنَّك ما ترى ، فوالله إنَّ ذلك لعهد مِن رَسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم إلى جَدِّك وأبيك وعمّك ، ولقد أخذ الله ميثاق اُناسٍ مِن هذه الاُمّة لا تعرفهم فَراعِنَة هذه الاُمّة وهم معروفون في أهل السّماوات أنَّهم يجمعون هذه الأعضاء المُتَفَرّقَةَ فيُوارونَها وهذه الجُسومَ المُضَرَّجة ، وينصبون لهذا الطّفّ عَلَماً لِقَبر أبيك سيّد الشُّهداء لا يدرس أثره ولا يعفو رَسمُه على كرورِ اللّيالي والأيّام ، وليجتهدنَّ أئمّة الكفر وأشياع الضّلالة في مَحْوِه وتطمِيسه فلايزداد أثره إلاّ ظهوراً وأمره الاّ عُلوّاً ، فقلت : وما هذا العهد وما هذا الخبر؟! فقالت : نَعَم ، حدَّثتني اُمُّ أيمن أنَّ رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم زارَ منزل فاطمة عليها السلام في يوم من الأيّام فعملت له حريرة ، وأتاه عليٌّ عليه السلام بطبق فيه تمرٌ ، ثمَّ قالت اُمَّ أيمن : فأتيتهم بعُسٍّ(1) فيه لبن وزُبْد ، فأكل رَسولُ الله صلّى الله عليه وآله وسلّم وعليُّ وفاطمةُ والحسن والحسين عليهم السلام من تلك الحريرة ، وشرب رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم وشربوا من ذلك اللّبن ، ثمَّ أكل وأكلوا من ذلك التَّمر والزُّبْد ، ثمَّ غسل رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم يده وعلي يصبُّ عليه الماء ، فلمّا فرغ من غسْل يده مسح وجهه ، ثمَّ نظر إلى عليِّ وفاطمة والحسن والحسين نظراً عرفنا به السّرور في وجهه ثمّ رمق بطرْفه(2) نحو السّماء مليّاً ، ثمَّ [أنّه] وجّه وجهه نحو القبلة وبسط يديه ودعا ثمّ خَرَّ ساجداً وهو ينشِج(3) فأطال النَّشوج(كذا) وعلا نحيبه وجرت دموعه ، ثمَّ رفع رأسه وأطرق إلى الأرض ودموعُهُ تقطر كأنّها صوب المطر ، فحَزنَت فاطمة وعليُّ والحسن والحسين عليهم السلام وحزنتُ معهم لما رَأينا من رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم وهبناه أن نسأله حتّى إذا طال ذلك قال له عليُّ؛ وقالت له فاطمة : ما يُبكيك يا رَسول الله لا أبكى الله عَينيك فقد أقرح قلوبنا ما نَرى من حالك؟!
____________
1 ـ العُسّ ـ بالضّمّ والسّين المهملة المشدّدة ـ : القدح الكبير ، وفي بعض النّسخ : «بقعب» ـ بفتح القاف المعجمة ـ يقال للقدح من خشب مقعّر.
2 ـ أي نظر.
3 ـ نشج الباكي نشيجاً غُصّ بالبكاء في حلقه ، من غير انتحاب.

فقال : يا أخي سَرَرت بكم ـ وقال مُزاحِم بن عبدالوارث في حديثه ههنا : ـ فقال : يا حبيبي إنّي سَرَرت بكم سروراً ما سَرَرت مثله قطّ وإنّي لأنظر إليكم وأحمدُ الله علىُ نعمته عليَّ فيكم إذا هبط عليَّ ذجبرئيل عليه السلام فقال : يا محمّد إنَّ الله تبارك وتعالى اطّلع على ما في نفسِك وعرف سرورَك بأخيك وابنتك وسِبطيك فأكمل لك النِّعمة وهنَّأك العَطِيّة بأن جعلهم وذُرّيّاتهم ومحبِّيهم وشيعتهم مَعَكَ في الجنَّة لا يفرق بينك وبينهم يحبون كما نحبي(1) ويُعطون كما تعطى حتّى ترضى وفوق الرِّضا على بلوى كثيرة تنالهم في الدُّنيا ومكاره تصيبهم بأيدي اُناس ينتحلون مِلّتك ويزعمون أنّهم من اُمّتك بُرَآء من الله ومنك خَبْطاً خَبْطاً(2) وقَتلاً قَتلاً ، شتّى مَصارِعُهم ، نائية قبورهم ، خيرة من الله لهم ولك فيهم ، فاحمدِ اللهَ عزَّوجَلَّ على خيرته وارضِ بقضائه .
فحمدتُ اللهَ ورَضيت بقضائه بما اختاره لكم ، ثمَّ قال لي جبرئيل : يا محمّد إنَّ أخاك مُضطَهدٌ بعدَك مغلوبَ على اُمّتك متعوبُ من أعدائِك ، ثمّ مقتلول بعدَك يقتله أشرُّ الخلق والخَليقة ، وأشقى البَريّة ، يكون نظيرَ عاقِرِ النّاقة ببلد تكون إليه هِجرته وهو مَغرَسُ شيعته وشيعة ولده ، وفيه على كلِّ حال يكثر بَلواهم ويعظم مُصابهم ، وإنَّ سِبطَك هذا ـ وأومأ بيده إلى الحسين عليه السلام ـ مقتولٌ في عِصابة من ذُريّتك وأهل بيتك وأخيار من اُمّتك بضِفَّة الفرات(3) بأرض يقال لها : كربلاء(4) ، مِن أجلِها يكثر الكَرْب والبَلاء على أعدائك وأعداء ذرِّيتك في اليوم الّذي لا ينقضي كَربُه ، ولا تَفنى حَسرتُه ، وهي أطيب بقاع الأرض(5) ، وأعظمها حُرْمةً ، يُقتَل فيها سِبْطُك وأهلُه ، وأنّها مِن بَطحاء الجَنّة ، فإذا كان ذلك اليَوم الَّذي يُقتَل فيه سِبطُك وأهلُه ، وأحاطتْ به كَتائبُ أهل ـ
____________
1 ـ من الحباء وهو العطاء بلا منٍّ ولا جزاء . وفي بعض النّسخ : «يحيون كما تحيي» ، والأنسب هو ما في المتن .
2 ـ خبط خبطاً ضرب ضرباً شديداً.
3 ـ الضِّفَّة من النّهر جانبه ، ومن البحر ساحله.
4 ـ في البحار : «بأرض تدعى كربلاء».
5 ـ في البحار : «وهي أطهر بقاع الأرض» .

الكفر واللَّعنة ، تَزَعْزَعَتِ الأرضُ مِن أقطارها ومادّتِ الجبالُ وكثر اضطرابها واصطفَقَتِ(1) البِحار بأمواجِها ، وماجَتِ السّماوات بأهلها غضباً لك يا محمّد ولِذُرّيَّتك ، واستعظاماً لما يُنْتَهك مِن حُرْمَتِك ، ولشرّ ما تكافى به في ذرِّيّتك وعِترتك ، ولا يبقى شَيءُ من ذلك إلاّ استأذن اللهَ عزَّوجَلَّ في نُصرةِ أهلك المستضعَفين المظلومين الّذين هم حُجّة الله على خَلقه بعدك فيوحي اللهُ إلى السَّماوات والأرض والجِبال والبَحار ومَن فيهنَّ : أنّي أنا الله؛ الملِكُ القادِرُ الَّذي لا يَفوتُه هارٌ ولا يعجزه مُمتنعٌ وأنا أقدر فيه على الانتصار والانتقام ، وعزَّتي وجَلالي لأُعذِّبنَّ مَن وَتر رسولي وصَفِيّي ؛ وانتَهكَ حُرمَتَه وقَتَلَ عترتَه ونبذَ عَهدَه وظَلَم أهل بَيْته(2) عذاباً لا اُعذِّبه أحداً من العالمينَ ، فعند ذلك يَضِجّ كلُّ شيء في السّماوات والأرضين بلَعن مَن ظَلَم عِترتَك واستحلَّ حُرمَتك ، فإذا بَرزت تلك العِصابة إلى مضاجِعها تولّى الله عزَّوجلَّ قبض أرواحها بيده وهبط إلى الأرض ملائكة من السّماء السّابعة معهم آنِيةٌ من الياقوت والزُّمرُّد مملوءة من ماء الحياة وحُلَلٌ مِن حُلَلِ الجنّة وطيبٌ من طيب الجنّة ، فغَسّلوا جثثهم بذلك الماء وألبسوها الحلل وحَنّطوها بذلك الطّيب ، وصلَّت الملائكة صَفّاً صَفّاً عليهم ، ثمَّ يبعث الله قَوماً من اُمّتك لا يَعرِفُهم الكُفّار لم يشركوا في تلك الدِّماء بقولٍ ولا فعلٍ ولا نِيّة ، فيوارُون أجسامَهم ويقيمون رَسْماً لقبر سَيّد الشّهداء بتلك البطحاء يكون عَلَماً لأهل الحقّ ، وسَبباً للمؤمنين إلى الفَوز وتحفّه ملائكة من كلِّ سماء مائة ألف ملك في كلِّ يوم وليلة ، ويصلّون عليه ويطوفون عليه ويسبّحون الله عنده ويستغفرون الله لِمَن زارَه ويكتبون أسماءَ مَن يأتيه زائراً من اُمتك مُتقرّباً إلى الله تعالى وإليك بذلك ، وأسماء آبائهم وعَشائرهم وبُلدانهم ، ويوسِمون في وجوههم بِميسم(3) نور عرش اللهِ : «هذا زائر قبر خَيرِ الشُّهداء وابن خيرِ الأنبياء» ، فإذا كان يوم القيامه سطع في وجوههم من أثر ذلك الميسم
____________
1 ـ اصطفق الأشجار اضطربت ، واهتزّتت بالرّيح والعود: تحرّكت أوتاره.
2 ـ في بعض النّسخ: «أهله».
3 ـ الميسم : الحديدة أو الآلة الّتي يوسم بها .

نور تغشى منه الأبصار يدلُّ عليهم ويعرفون به ، وكأنّي بك يامحمّد بيني وبين ميكائيل ، وعليُّ أمامنا ومعنا من ملائكة اللهِ ما لا يُحصىُ عَددُهم ، ونحن نلتقط من ذلك الميسم في وجهه من بين الخلائق حتّى ينجيهم الله مِن هول ذلك اليوم وشدائده ، وذلك حكم الله وعطاؤه لمن زارَ قبرَك يا محمّد أو قبرَ أخيك أو قبرَ سِبطيك لا يريد به غيرَ اللهِ عزَّوجلَّ ، وسَيجتهد(1) أناس ممّن حقّتْ عليهم اللّعنة مِن الله والسَّخَط أن يعفوا رَسْم ذلك القبر ويمحو أثره فلا يجعل الله تبارك وتعالى لهم إلى ذلك سبيلاً . ثمَّ قال رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم : فهذا أبكاني وأحْزَنني ،
قالت زَينب : فلمّا ضرب ابن مُلْجم ـ لعنه الله ـ أبي عليه السّلام ورأيت عليه أثَر الموت منه قلت له : يا أبة حدَّثتْني اُمُّ أيمن بكذا وكذا ، وقد أحببت أن أسمعه منك ، فقال : يا بنيّة الحديث كما حدَّثَتْك اُمُّ أيمن ، وكأنّي بك وببنات أهلِك سبايا(2) بهذا البلد أذِلاّء خاشعين تخافون أن يَتَخَطّفكم النّاس ؛ فصبراً صَبراً ، فوالَّذي فَلَق الحبَّة وبَرَءَ النَّسَمة ما لله على ظَهر الأرض يومئذٍ وليُّ غيرُكم وغيرُ مُحبّيكم وشيعتكم ، ولقد قال لنا رَسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم حين أخبرنا بهذا الخبر: أنَّ إبليس ـ لعنه الله ـ في ذلك اليوم يطِيرُ فَرحاً فيَجول الأرض كلّها بشياطينه وعَفارِيتِه فيقول : يا معاشِرَ الشّياطين قد أدركنا مِن ذُريّة آدم الطّلبة وبلغنا في هَلاكهم الغاية وأورثناهم النّار إلاّ مَن اعتصَمَ بهذه العِصابة ، فاجعلوا شغلكم بتشكيك النّاس فيهم وحملهم على عَداوتهم ، وإغرائهم بهم وأوليائهم حتّى تستحكمـ[ـوا] ضَلالة الخلق وكفرهم ، ولا ينجو منهم ناجٍ ، ولقد صدق عليهم إبليس وهو كَذوب ، أنّه لا ينفع مع عداوتكم عمل صالِح ولا يضرّ مع محبّكم وموالاتكم ذَنبٌ غير الكبائر؛
قال زائدة : ثمَّ قال عليُّ بن الحسين عليهما السّلام بعد أن حدَّثني بهذا الحديث : خذه إليك ، أما لو ضربت في طلبه إباط الإبل حَولاً لكان قليلاً ](3)
____________
1 ـ في البحار : «سيجدّ».
2 ـ في بعض النّسخ : «نساء».
3 ـ في صحّة الحديث وعدم صحّته أقوال لا يسعنا ذكرها.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
فضل كربلاء و زيارة الحسين عليه السلام
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
 :: القسم الديني :: انما يريد الله ليذهب عنكم الرجس ال البيت-
انتقل الى: