بعد سنوات طويلة اقتصرت فيها المنافسة على لقب الدوري الأسباني لكرة القدم بين فريقي برشلونة وريال مدريد ، قدم الموسم الحالي شيئا مختلفا وطرح منافسا آخر للقطبين الكبيرين بعدما أصبح أتلتيكو مدريد مرشحا بقوة لإحراز اللقب في ظل انطلاقته الرائعة ببداية الموسم الحالي.
وقال الأرجنتيني خيراردو مارتينو المدير الفني لبرشلونة إنه يستطيع الآن الحديث عن "دوري ذو منافسة ثلاثية" موضحا "أعتقد أن أتلتيكو مدريد منافس قوي وواضح". ويبدو من الصعب إيجاد فريق أكثر تركيزا وجاهزية فنية من فريق أتلتيكوالحالي الذي يقوده المدرب الأرجنتيني الآخر دييجو سيميوني.
وحقق أتلتيكو ، مثل برشلونة ، الفوز في جميع المباريات الثماني التي خاضها في الدوري الأسباني هذا الموسم ليحقق بهذا رقما قياسيا للنادي وأكد بالتالي أنه يستطيع كسر هيمنة برشلونة والريال على لقب الدوري الأسباني. ويرى المشجعون والمحللون أن المنافسة على لقب المسابقة أصبحت ثلاثية وأن جزءا كبيرا من الفضل في هذا يعود إلى سيميوني. ونجح سيميوني في تكون "فريق" حقيقي حيث يعرف اللاعبون كيف يلعبون لوقت طويل وكيف يحافظون على انسجامهم في أرض الملعب ولا يدخر أي منهم جهدا في أي مباراة.
وفي الوقت نفسه ، جلب سيميوني إلى النادي شيئا طالما افتقده أتلتيكو قبل تعاقده مع سيميوني وهو الأجواء المستقرة والهدوء في النادي. وقبل التعاقد مع سيميوني لم يكن المشجعون يترددون في المطالبة برحيل المدربين أو استقالة مسؤولي النادي. والآن ، ما من أحد يتذكر هذا كما أصبح استاد "فيسنتي كالديرون" كامل العدد في كل مباراة يخوضها الفريق حيث أصبحت أجواء مباريات الفريق احتفالية بشكل هائل وأشبه بالمهرجانات.
ويعمل سيميوني دائما على تحسين وتطوير مستوى كل لاعب بالفريق والدليل على هذا هو أن فيسنتي دل بوسكي المدير الفني للمنتخب الأسباني استدعى أربعة من لاعبي أتلتيكو إلى قائمة الفريق التي سيخوض بها مباراتي الفريق الأخيرتين في التصفيات الأوروبية المؤهلة لنهائيات كأس العالم 2014 بالبرازيل. واللاعبون الأربعة هم خوانفران وكوكي وماريو سواريز وديفيد فيا وإن اضطرت الإصابة الأخير للاعتذار عن تلبية الاستدعاء.
كما أعرب دل بوسكي بشكل واضح عن رغبته في ضم البرازيلي دييجو كوستا مهاجم أتلتيكو إلى صفوف المنتخب الأسباني بعد المستوى الرائع الذي قدمه هذا الموسم ولكن عدم موافقة الاتحاد البرازيلي أرجأت انضمام الفريق إلى المنتخب الأسباني لحين إنهاء الإجراءات الروتينية. ووصفت صحيفة "آس" الأسبانية الرياضية دييجو كوستا بأنه "رجل اللحظة" حيث سجل اللاعب عشرة أهداف في المباريات التي خاضها فريقه حتى الآن بالدوري الأسباني ليتصدر قائمة هدافي المسابقة بفارق هدفين أمام الأرجنتيني ليونيل ميسي مهاجم برشلونة.
ومع المنافسة الشرسة التي يمثلها أتلتيكو حاليا في مواجهة برشلونة والريال ، دخل كوستا في منافسة خاصة مع ميسي والبرتغالي كريستيانو رونالدو نجم الريال. ومن المؤكد أنه سيحظى بشعبية أكبر في حالة انتهاء إجراءات ضمه للمنتخب الأسباني في الفترة المقبلة. وساور الشك البعض مبكرا في قدرة أتلتيكو على مواصلة المنافسة في الموسم الحالي لسببين أولهما مدى قدرته على الاحتفاظ بمسييرة انتصاراته في مواجهة الفرق الكبيرة إضافة لمشاركته في بطولة دوري أبطال أوروبا أيضا وحاجته لتنسيق وتقسيم جهده بين البطولات التي يشارك فيها.
ولكن أتلتيكو رد عمليا على هذه الشكوك من خلال الفوز على الريال 1/صفر في أول مواجهة من العيار الثقيل بالدوري الأسباني هذا الموسم ومن خلال تصدره لمجموعته في دوري الأبطال بعد الفوز على زينيت سان بطرسبرج الروسي 3/1 وعلى بورتو البرتغالي 2/1 في المباراتين اللتين خاضهما بالمجموعة حتى الآن. وفي الوقت نفسه ، ما زال سيميوني خارج الضجيج الإعلامي والمناقشات والجدل حيث يركز كل جهوده دائما في المباراة التالية للفريق.