تشير إحدى الدراسات الطبية الأميركية التي أجريت على 400 ألف شخص أن كبار السن ممن يحتسون عدة أكواب من القهوة يوميا هم أقل عرضة للإصابة بالأمراض والموت على مدى الـ14 سنة المقبلة من غيرهم ممن امتنعوا عن احتساء القهوة نهائيا أو نادرا ما احتسوها.
وفي احد التقارير التي نشرتها مجلة نيو إنكلند الطبية فأن القهوة على وجه الخصوص لها صلة بالعيش عمرا أطول كونها تبعد عن المرء الإصابات بإمراض القلب والجلطات الدماغية والإصابات والجروح.
لكنهم حذروا بأن النتائج يجب أن تترجم بحذر لأن عادات القهوة جرى قياسها في نقطة واحدة فقط وفي فترة محددة. كما انه من غير الواضح أيضا معرفة المكونات السحرية الموجودة بالضبط في قهوة جزيرة جاوة.
يقول احد أعضاء فريق البحث الرئيسيين، نيل فريدمان، يعمل حاليا في المعهد القومي للصحة في مدينة روكفيل، ولاية ميريلند الأميركية نحن نعرف أن القهوة لها تأثير كبير على دماغ المرء، لذا فمن المحتمل أنها قد تلعب دورا فعالا، ولكنها قد تؤثر على صحة العظام.
وتؤكد البحوث أن تأثيرات القهوة على مختلف أنواع الأمراض على المدى البعيد كانت محط جدل، وتبين بعض الدراسات أن محتسي القهوة هم أقل احتمالا للإصابة بمرض السكر من غيرهم، في الوقت الذي يلمح فيه آخرون بأنهم ربما يكونون أكثر عرضة للإصابة بأمراض القلب.
يقول لورانس كراكوف، وهو طبيب مختص بأمراض القلب من كلية جبل سيناء الطبية في نيويورك، ولم يكن جزءا من الدراسة: بالنسبة لأولئك الذين يحتسون القهوة باستمرار، ليس هناك سبب للتوقف عنها، وقد يتصور البعض أن احتساء القهوة بشكل دوري هو أمر سيئ، لكني أعتقد أن هذا يقوي وجهة النظر التي تشير أنها ليست ضارة.
ويضيف كراكوف: في حال كون القهوة مفيدة، بدون معرفة أسباب فوائدها، فلا أشجع الناس على ارتشاف الكثير منها فجأة على توقع الاستفادة.
قام عدة باحثون بسحب بيانات من دراسة الصحة والحمية، وتزامن ذلك مع تقارير الاستطلاع التي أجريت عن التغذية والتي كان من ضمنها أسئلة على كمية القهوة التي أعطيت للبالغين بأعمار 50 - 71 في الأعوام 1995 -1996.
ثم تعقب الباحثون هؤلاء المشاركين خلال العام 2008، متابعة مكتب تسجيل الوفيات، لمعرفة عدد المتوفين منهم وما هي أسباب وفاتهم.
فابتداء، يبدو أن تناول القهوة له صلة بفرصة أكبر للموت خلال فترة الدراسة، حيث تبين أن حوالي 13 بالمئة من الرجال و10 بالمئة من النساء ممن ذكرت التقارير عدم تناولهم لأي فنجان قهوة خلال الاستطلاعات الأولية توفوا في الأعوام ما بين 1995- 2008، مقارنة بـ9 بالمئة من الرجال و15 بالمئة من النساء ممن قالوا بأنّهم كانوا يرتشفون ستة فناجين قهوة أو أكثر في اليوم.
غير أن بيانات الدراسة أظهرت كذلك صورة مختلفة عن محتسي القهوة، فعندما مراجعة سلوكياتهم الأخرى، ظهر أيضا أنهم أكثر احتمالا، للتدخين، وتعاطي الكحول، وتناول اللحوم الحمراء، من غيرهم.
في ذلك التحليل، تبين أن عموم الرجال الذين يحتسون من فنجانين إلى أكثر من ستة فناجين قهوة في اليوم الواحد كانوا بنسبة عشرة بالمئة أقل احتمالا للموت أثناء الدراسة من أولئك الذين امتنعوا عن احتسائها بالمرة. أما عاشقات القهوة، فكن اقل تعرضا للموت بنسبة 16 بالمئة مقارنة بغيرهن ممن لا يحتسينها بالمرة.
لم تكن الدراسة بدون قيود، فقد لاحظ الباحثون، ومن ضمنهم فريق فريدمان، كميات القهوة التي أرتشفها المشاركون بالدراسة في مرحلة معينة في منتصف التسعينيات، ملاحظين تغير الأنماط بمرور الوقت.
يقول كراكوف: اعتقد أن تلك الارتباطات مثيرة جداً لكن لحين ربطها فعلا بآلية مسببة لها، ستبقى مبهمة.
يشير الباحثون بأنه حتى حين إجراء المزيد من البحوث، لا يتوجب تغيير عادات احتساء للقهوة بسبب نتائج البحوث.
ويختتم فريدمان قوله: نحن نحذر حقاً من مغبّة ذلك، فنحن لا يمكننا الجزم على أن القهوة لها التأثير السحري الذي لاحظناه مع أنها تحتوي على العديد من المركبات المختلفة التي يمكن أن تؤثر على الصحة بطرق مختلفة.
إلين لايز
عن موقع رويترز