ستكون الفرصة مواتية للتشيلي أليكسيس سانشيز لخوض اختبار "تحديد المصير" مع فريقه برشلونة سهرة الثلاثاء على ملعب كامب نو، وذلك حين يستقبل ميلان الإيطالي في مباراة مصيرية ستحدد هوية المتأهل الى ربع نهائي بطولة دوري أبطال أوروبا.
ويعول البرسا على أليكسيس لفك طلاسم دفاع الروسونيري المنيع لسببين، أولهما لحاجته الماسة لتألق كل مهاجم لديه لتعويض إخفاقه في ذهاب دور ال16 على ملعب سان سيرو وخسارته بهدفين نظيفين، وثانيهما لخبرته في التعامل مع الفرق الإيطالية.
ويملك سانشيز تجربة ناجحة مع أودينيزي في بلاد الكالتشو، حيث لقب هناك ب"الطفل المعجزة" لبراعته في اختراق مصيدة "الكاتيناتشيو" في أقوى دوري دفاعي في العالم.
تفائلت جماهير الفريق الكتالوني كثيرا بالتعاقد مع سانشيز في صيف 2011 ، لكنه حتى الآن لم يقدم أوراق اعتماده، ولم يثبت جدارته بقميص البلاوجرانا بعد، ربما لأسباب خارجة عن إرادته، وربما لتقصير من جانبه.
يمكن تبرير الصورة الباهتة التي ظهر بها النجم التشيلي مع برشلونة بتغيير مركز لعبه من المهاجم الصريح للجناح أو المهاجم المساعد على الاطراف، وذلك إرضاءا للنجم الأول الأرجنتيني ليونيل ميسي، الذي يتوسط ثلاثي الهجوم، ويعتمد عليه الفريق كليا في وضع اللمسة الاخيرة على الهجمة، أي أن سانشيز يعيش تحت عباءة ميسي الذي لا يترك له متنفسا لإبراز قدراته كرأس حربة الا نادرا، حاله كحال الثنائي الإسباني ديفيد فيا وبدرو رودريجز.
لكن سانشيز نفسه فوت على نفسه الفرصة في أكثر من مناسبة، وبالتحديد هذا الموسم، وتفنن في اهدار فرص في غاية السهولة، كثير منها من انفرادات تامة بمرمى الخصم، حيث بدا غياب التركيز والدافع لديه، مما جعل قطاعا من المشجعين يوجه صافرات استهجان ضده، في سابقة لم تحدث مع أي من افراد الجيل الذهبي الحالي للفريق.
ولعبت الإصابات المتكررة دورا في هبوط مستوى أليكسيس وعدم احتفاظه بوتيرة أداء ثابتة، حيث شارك هذا الموسم في 30 مباراة واكتفى بتسجيل أربعة أهداف فقط.
وتشير لغة الارقام الى أن سانشيز لعب 1670 دقيقة هذا الموسم، مما يعني أنه سجل هدفا في كل 334 دقيقة.
لكن أداء المهاجم اللاتيني كان مبشرا لجماهير برشلونة في آخر مباراة بالليجا امام ديبورتيفو لاكورونيا بكامب نو (2-0)، حيث سجل الهدف الأول من ضربة رأسية، وصنع الثاني لميسي.
وبالعودة للحديث عن مواجهة ميلان، فإن الجهاز الفني للبرسا، الذي يديره عن بعد من مدينة نيويورك الأمريكية المدرب تيتو فيلانوفا، وينفذ تعليماته المساعد جوردي رورا، في حاجة ماسة لحلول بديلة اذا ما توقف عطاء ميسي كما هو معتاد امام أندية إيطاليا.
وأثبت ميلان وجاره الإنتر تفوقهما على أفضل لاعب في العالم، فبعد ما يزيد عن 10 مباريات ضدهما، عجز عن تسجيل أي هدف "ملعوب"، مكتفيا بهدف يتيم من ركلة جزاء، لذا فإن الاعتماد الكلي على مهارات "البرغوث" ربما لن يجدي نفعا، من واقع الاحصائيات والتاريخ.
ومن ثم يبدو سانشيز خيارا متاحا لترجيح كفة برشلونة في قمة الثلاثاء، التي وصفها ب"معركة لا بد من الانتصار فيها"، لا سيما مع تذبذب مستوى ثنائي الماتادور ديفيد فيا وسيسك فابريجاس.
أليكسيس سانشيز يعلم جيدا أن مستواه الحالي لا يؤهله للبقاء في النادي الكتالوني في الموسم المقبل، لكنه يعي أن تألقه امام ميلان سيعيد النظر في تقييمه ومنحه مزيدا من الثقة مستقبلا، واكتساب رضا الجماهير غير المقتنعة به.